موجة حرّ تاريخية تضرب إسبانيا والبرتغال
موجة حرّ تاريخية تضرب إسبانيا والبرتغال
ضربت موجة حرّ تاريخية شبه الجزيرة الأيبيرية في نهاية الأسبوع الماضي، حيث تجاوزت الحرارة عتبة الـ32 درجة مئوية، بحسب ما أعلنت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، الإثنين.
وقالت الوكالة في منشور على موقع إكس (تويتر سابقاً)، إنّه "في الأول من أكتوبر الجاري، تمّ تحطيم رقم قياسي تاريخي للحرارة في شبه الجزيرة الأيبيرية بأسرها تقريباً" بالنسبة لأول أيام الشهر العاشر من السنة، وفق وكالة فرانس برس.
وسجّلت درجة الحرارة الأعلى نهار الأحد الماضي في مدينة مونتورو قرب قرطبة (جنوب) وبلغت 38.2 درجة مئوية، محطّمة الرقم القياسي السابق لشهر أكتوبر والمسجّل في 2014 في مدينة ماربيا (جنوب) وقد بلغ يومها 37.5 درجة مئوية، بحسب الوكالة الإسبانية.
وأضافت الأرصاد الجوية الإسبانية، أنّ "درجات الحرارة هذه حطّمت ثلاثة أرقام قياسية (سجّلت في 29 و30 سبتمبر والأول من أكتوبر)".
وحذّرت الوكالة من أنّ "الأكثر غرابة هو أنّ هذه الحرارة التي تعتبر غير اعتيادية لهذه الفترة من العام، ستستمرّ: يمكننا أن نتوقّع أرقاماً قياسية جديدة خلال الأيام العشرة المقبلة".
وأعلنت وكالتا الأرصاد الجوية في إسبانيا والبرتغال أنّ شبه الجزيرة الأيبيرية دخلت يوم الجمعة فصل الخريف بدرجات حرارة مرتفعة على غير عادة بالنسبة لهذا الوقت من العام، إذ تجاوزت الحرارة أحياناً 35 درجة مئوية.
وأوضحت وكالة الأرصاد الجوية البرتغالية أنّه على الرّغم من أنّ درجات الحرارة هذه لا يمكن مقارنتها بموجات الحرّ التي تجتاح البلاد خلال أشهر الصيف، فإنّ "الأرقام المتوقعة تتوافق مع حالات شاذّة تصل إلى ما بين خمس إلى ثماني درجات مئوية فوق معدّل المستويات المعتادة لهذا الموسم".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية، وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".